صدر هذا الأسبوع عن مركز الملك سعود للترجمة و النشر ، الترجمة العربية لكتاب ”حوار الحضارات. روسيا و العالم الإسلامي“ من تأليف المستشرق الشهير أنور بيك فاضليانوف سفير روسيا الاتحادية بسلطنة عمان ، و ترجمة كل من الدكتور محمد نصر الدين الجبالي أستاذ اللغة الروسية و آدابها بكلية الألسن جامعة عين شمس و رئيس شعبة اللغة الروسية بالكلية و الدكتور بدر العكاش الأستاذ المساعد بكلية اللغات و الترجمة جامعة الملك سعود.
و في حوار مع الدكتور محمد نصر الجبالي أكد أن هذا الكتاب أهميته من ثلاثة أمور أولهما: أهمية الموضوع الذي يناقشه هذا الكتاب ، ألا وهو موضوع ”حوار الحضارات“. أما ثانيهما فيتمثل في تلك الأجزاء من العالم التي يرصد الكتاب بالبحث و التحليل حوار الحضارات بينها ، وهى روسيا الاتحادية من جهة ، والعالم الإسلامي من جهة أخرى. أما الأمر الثالث فيكمن في ندرة الأعمال العلمية الرصينة المترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة العربية ، لاسيما في مجال حوار الحضارات.
و يتناول مؤلف الكتاب محاور مختلفة و مهمة متعلقة بمفهوم حوار الحضارات بشكل عام ، وبين روسيا والعالم الإسلامي على وجه الخصوص ، ومن أهم هذه المحاور: قواعد الحوار ، القيم الإنسانية الجامعة، التعايش، التسامح، مسارات التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي، الثابت و المتغير في مسار تطور الحضارة البشرية ، وغيرها الكثير.
و يشير المؤلف إلى أن للحوار بين روسيا و العالم الإسلامي أهمية خاصة وذلك للأسباب التالية :
أولاً: الطبيعة التاريخية و السكانية لروسيا، فهي دولة متعددة العرقيات و الثقافات و الأديان، ويتبؤ المسلمون في هذه المنظومة مكانة متميزة ، فالإسلام هو ثاني أكبر ديانة في روسيا. وبالإضافة إلى ذلك، فالمسلمون الروس يمثلون نسيجًا أصليًا في جسد الدولة الروسية منذ مئات السنين .
ثانياً: العلاقات القديمة التي تربط بين روسيا و الدول الإسلامية في مراحل تاريخية مختلفة. وقد إشتملت هذه العلاقات على جوانب مختلفة: اقتصادية و سياسية و ثقافية.
و يسعى هذا الكتاب إلى وضع قواعد رئيسية تؤسس لحوار بناء متكافئ ذي منفعة متبادلة بين روسيا و العالم الإسلامي . كما يرصد المؤلف بالتحليل مسارات التعاون الحالية ، وكيفية تطوير هذه المسارات وذلك بالإستفادة من الإمكانات السياسية و الاقتصادية و الثقافية التي تمتلكها روسيا و دول العالم الإسلامي .
و صرح الدكتور الجبالي أن الكتاب سيكون متاحا بالجناح السعودي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير المقبل. كما يتم التحضير لإقامة ندوة عن ترجمة الكتاب ضمن فعاليات المعرض.